صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


برنامج الأغذية العالمي: 828 مليون شخص ينامون كل ليلة وهم يشعرون بالجوع

نرمين سليمان

السبت، 03 ديسمبر 2022 - 01:51 م

عرف الاتحاد المصري للتأمين، برئاسة علاء الزهيري، خلال نشرته الأسبوعية، نقص التغذية "الجوع"، بأنه يعد نقص التغذية إحساس جسدي غير مريح أو مؤلم بسبب عدم كفاية استهلاك الطاقة الغذائية. وقد يتحول لنقص تغذية حاد عندما لا يستهلك الشخص كمية كافية من السعرات الحرارية (الطاقة الغذائية) على أساس منتظم ليعيش حياة طبيعية ونشطة وصحية. وعلى مدى عقود، استخدمت منظمة الأغذية والزراعة مؤشر انتشار نقص التغذية لتقدير مدى انتشار نقص التغذية الحاد في العالم.

أزمة الغذاء العالمية

وصرح بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن هناك نحو 828 مليون شخص ينامون كل ليلة وهم يشعرون بالجوع، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي من 135 إلى 345 مليون شخص وذلك منذ عام 2019. حيث يتأرجح حوالي 50 مليون شخص في 45 دولة على حافة المجاعة، مضيفا وبخلاف السبب الرئيسي لتلك الأزمة وهو اختلال العلاقة بين العرض والطلب من المواد الغذائية بالإضافة لزيادة عدد السكان بنسبة أعلى من نسبة زيادة الموارد المتاحة، فقد نتجت أزمة الغذاء العالمية عن تزامن أربعة عوامل أخرى:


الحروب والنزاعات

وأضاف الاتحاد المصرى للتأمين أنه لا تزال الحروب والنزاعات هي المسبب الأكبر والرئيسيي للمجاعات، حيث يعيش حوالي 60 % من الأشخاص الذين يعانون من المجاعات حول العالم في مناطق تعاني من الحروب والعنف. وتعتبر الحرب في أوكرانيا دليلاً آخر على أن الحروب والنزاعات تزيد من معدلات الجوع وذلك نتيجة إجبار الأشخاص على ترك منازلهم وتدمير مصادر دخلهم.

 

التقلبات المناخية


وتدمر التقلبات المناخية المحاصيل وسبل عيش المزارعين، وتزهق الأرواح وتعيق قدرة الأشخاص على توفير أساسيات الطعام لأنفسهم وأسرهم.


كوفيد – 19


أدت العواقب والتبعات الاقتصادية لجائحة كوفيد - 19 إلى ارتفاع معدلات الجوع إلى مستويات غير مسبوقة وذلك نتيجة انقطاع بعض الأشخاص خاصة الذين يعملون باليومية عن العمل والذي بدوره أدى إلى عدم قدرتهم على شراء المواد الأساسية اللازمة للطعام.


ارتفاع الأسعار
 

بلغت أسعار الغذاء أعلى مستوياتها على الإطلاق حيث فاقت تكاليف التشغيل الشهرية لبرنامج الأغذية العالمي متوسط التكلفة عام 2019 - بزيادة بلغت 44%. حيث أن المبالغ الإضافية التي يتم إنفاقها الآن على تكاليف التشغيل كانت تكفي سابقاً لإطعام 4 ملايين شخص لمدة شهر.

كيف يمكن للتأمين الزراعي تحسين أزمة الأمن الغذائي؟

وتابع الاتحاد المصري للتأمين خلال نشرته نقلا عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وتتسبب التقلبات المناخية في خسائر فادحة للمزارعين كل عام وتسهم في زيادة معدلات الفقر في المجتمع الريفي. ولا يستطيع صغار المزارعين إدارة هذه المخاطر بأنفسهم بالإضافة إلى مقدرتهم على الوصول إلى الأدوات المالية الكافية لإدارة تلك الأخطار. وهنا يأتي دور التأمين حيث يتسم التأمين الزراعي خاصةً التأمين الزراعي القائم على المؤشرات بالقدرة على تقديم حلول تأمينية لأولئك المزارعين بالإضافة إلى مساهمته في حماية الأمن الغذائي، إلا أن معظم منتجات التأمين الزراعي القائمة على المؤشر لا تزال في مراحل تجريبية ويجب التغلب على العوائق قبل أن تصبح تلك المنتجات مُتاحة على نطاق أوسع.


بالإضافة إلى ذلك تلعب الجهات الرقابية دوراً هاماً في دعم وتمكين المناطق النائية للوصول إلى منتجات التأمين الزراعي القائمة على المؤشرات.

 
ويعد التأمين من أكثر أدوات إدارة المخاطر أهمية. حيث يمكن للتأمين الزراعي أن يحمي المزارعين من خلال تغطية الخسائر الناجمة عن التقلبات المناخية مما يساعد المزارعين في الحفاظ على مستوى دخلهم ومواصلة أعمالهم الزراعية حتى في حالة فقد المحصول مما يحميهم من انقطاع الأعمال أو التعرض للفقر والذي قد يؤدي إلى عدم قدرتهم على شراء الطعام وفقدانهم للأمن الغذائي. 

كما يمكن للتأمين الزراعي أيضاً أن يساهم في زيادة فرص المزارعين في الوصول إلى أسواق الائتمان، والذي يمكن أن يوفر التمويل اللازم لإنتاج الغذاء والذي بدوره قد يكون حافز للنمو الاقتصادي وذلك عن طريق تمكين المزارعين من شراء معدات جديدة، وأسمدة أو بذور عالية الجودة وبالتالي ستزداد إنتاجيتهم.

يمكن للتأمين أيضاً تغيير سلوك العملاء عن طريق خفض الإحساس بعدم اليقين والقلق الذي قد يؤدي لخوف المزارعين من الاستثمار وفقدان ما أنفقوه بسبب حدوث تقلبات مناخية دون وجود تعويض.

فعلى سبيل المثال، قد يقوم المزارع بزرع 3 أو 4 أنواع مختلفة من المحاصيل للحماية من مخاطر العوامل الجوية أو الأمراض التي قد تصيب محصوله بالكامل. أما في حالة التأمين فيمكن للمزارعين التركيز على زراعة محصول فقط واحد دون قلق والاستفادة من وفورات الحجم. وبشكل عام، فإن صغار المزارعين والمزارع الصغيرة والمتوسطة القادرين على إدارة مخاطرهم بشكل أفضل هم أكثر قدرة على المساهمة في الأمن الغذائي القومي. 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة